الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

&دور جلالة السلطان المعظم في النهضة العمانية الحديثة:



لقد أسس جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم نهضة شاملة في ربوع السلطنة: ( وطنية، وإقتصادية، وإجتماعية، وثقافية )، ورفع اسم عمان عاليا على المستوى الإقليمي والعالمي، وأعاد لها أمجادها التاريخية وعظمتها الحضارية. فقد وضع جلالته منذ توليه مقاليد الحكم في 23 يوليو 1970م رؤية واضحـة، دقيقة ومحددة لواقع المجتمع العُماني ومجمل الظروف المحيطة به محليا واقليمياً ودولياً، ووسائل النهوض به والاولويات التي ينبغي السير فيها.
واستطاع جلالتة ان يضع القاعدة الصلبة للاستقرار والتنميـة المستدامة بفكر واع ورؤية استراتيجية شاملة أدركت معطـيات الواقع العماني عبر مسارين أساسيين :-
أولهما: تحقيق وترسيخ الروح الوطنية التي تحظى بالاولية باعتبارها الركيزة التي تنطلق منها جهود البناء والتطوير في كل المجالات والتي تتطلب مناخا من الامن والامان والاستقرار وهو ما تم تحقيقه بشكل كامل .وثانيهما: فتح كافة المجالات امام المواطن ليقوم بالدور الأساسي كشــريك للتنمية في صياغتها وتوجيهها ومن ثم الاعتمــاد على مخزون الطاقة البشرية والثقة في قدرات المواطن وإتاحة الفرصة امامه ليقوم بدوره .وقد اكد جلالته في السابع والعشرين مـن يوليو عـام 1970م على ان " الحكومة والشعب كالجسد الواحد .. إذا لم يقم عضو منه بواجبه اختلت بقية الأجزاء في ذلك الجسد " ..
واستطرد قائلا ان : " قطب الرحى الذي تدور حوله كل الأهداف .. وتحقق من اجله كل المنجزات .. وتعد في سبيل تنشئته وإعداده مختلف الخطط والبرامج والمناهج .. تلك الحقيقة التي يجب ان يؤديها كل فرد .. ويعمل في ضوئها كل مسئول " .
ولأن المواطن هو هدف التنمية وصانعها .. فقد حرص القائد المفدى على توفير كل ما من شأنه ان يسهم في تطوير قدراته .. وإطلاق إمكاناته وابداعاته في كافة المجالات .. مع التأكيد على حقيقة أساسية هي أن " كل تجاربنا وكل أعمالنا نابعة من صميــم واقعنا العماني .. ومتوائمة مع القيم والتقاليد السائدة في مجتمعنا الاسلامي .. ونحن لانخطو الا بعد دراسة عميقة .. وقناعة تامة " .

كما وسّع جلالة السلطان المفدى من قاعدة الحكم والشورى من خلال دور ومهام مؤسسات الشورى العمانية والتي تنبثق من مجلس عمان المكون لمجلسي الدولة ومجلس الشورى .ويعزز نظام الشورى ودولة المؤسسات نظام قضائى حديث ومتكامل ومستقل لتحقيق العدالة وتوفير الشعور الكامل بالأمن والأمان الذي ينعم به المواطن منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة .

ويحرص جلالة السلطان قابوس المعظم على اتاحة الفرصة للاستفادة القصوى بكل طاقات الانسان العماني في كل المجالات وعلى مختلف المستويات وبما يخدم متطلبات المرحلة التي تمر بها التنمية الوطنية وبانسجام وتعاون وثيق بين الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين وعلى نحو تشعر معه كل الخبرات العمانية بدورها وبإسهامها الايجابى من اجل حاضر الوطن ومستقبله وذلك فى مناخ من الامن والامان الذي يعيشه الوطن والمواطن في هذا العهد الزاهر حيث تقوم كل مؤسسات الوطن بدورها المرسوم في بناء صرح النهضة العمانية الحديثة وحماية منجزاتها المتعددة وصون الاستقرار والامن في ربوع الوطن في ظل دولة المؤسسات وسيادة القانون.

والى جانب إنجازات جلالته في بناء الدولة العصرية كان حريصا على الالتزام بالتراث والتقاليد العمانية حيث يقوم سنويا بجولات ميدانية تفقدية في انحاء البلاد ليلتقي مباشرة بابناء شعبه الوفي في مناطقهم يستمع الى آرائهم ومقترحاتهم ويوجه الأجهزة الحكومية الى العمل لما فيه مصلحتهم وأمنهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق